الأحد، 22 مايو 2011

سيرفيللو: جهاز مذهل يحقق المستحيل

سنتحدث في هذا الموضوع عن جهاز مذهل يكسر كثيراً من الحواجز التي لم نكن نحلم بالوصول إليها!!.. إنه جهاز “Cervello”..
“Cervello” هو جهاز يحتوي على 14,000 مليون ترانزستور، حيث الترانزستور هو مكون الكتروني صغير الحجم يقوم بتشغيل أو فصل الدائرة الإلكترونية كالمفتاح الكهربي، و هو المكون الرئيسي للمعالج الدقيق للحاسب الآلي Processor.
يحتوي “Cervello” أيضاً على 46000 مليون وصلة بين الترانزستورات، ويقوم “Cervello” بالكثير من المهام مثل : الفعل و رد الفعل ، فهم ما يدور حوله و اتخاذ القرار المناسب ، الادراك ، الابداع … إلخ. “Cervello” أيضا يحتوي على معمل كيميائي كامل يقوم بانتاج حوالي 120 مادة كيميائية عند اللزوم ، كما أن به خاصية هامة جدا و هي أنه عند حدوث عطل في أحد أجزاء “Cervello” فان باقي الأجزاء تقوم بعمل الجزء العاطل حتى يعود للعمل ، و كذا إذا حدث عطل في أكثر من جزء.

كل هذا رائع ، و لكن للأسف ، لا يوجد جهاز الكتروني يحمل كل هذه المميزات ؛ فليس هناك جهاز الكتروني يستطيع اتخاذ قرار وحده في المواقف المختلفة ، كما أنه لا يوجد جهاز الكتروني يتمتع بالفهم و الادراك و الابداع ، و من البداية لا يوجد جهاز الكتروني يحمل كل هذا العدد من الترانزستورات ، و لكي تتخيل مدى المبالغة في الرقم المذكور يكفيك أن تعرف أن أكبر عدد من الترانزستورات الموجودة في معالج دقيق لا تتعدي الـ 2000 مليون. سيظهر هنا سؤال و هو ( اذن ما كل هذه الميزات و المواصفات السابقة؟ هل لا يوجد ما يسمى “Cervello”؟ أم هو تخيل لاختراع مستقبلي؟ ).
“Cervello” موجود ، بل إن كلا ً منا يمتلك واحدا ً. نعم ، إنه “المخ البشري” ، الذي هو المعنى العربي للكلمة الايطالية الأصل “Cervello”.



حقيقة ً ، المخ البشري يحتوي على حوالي 14000 مليون وحدة تسمى (النورون) “Neuron” و التي يمكن أن نشبهها بالترانزستور للتبسيط ، و لكن في الواقع ، هو ليس ترانزستور على الاطلاق. النورون هو خلية صغيرة جدا ً تقوم بارسال نبضات كهربية إلى جميع أجزاء الجسم عن طريق النخاع الشوكي و تتصل ببعضها البعض عن طريق وصلات. إنه ليس فقط جهاز يقوم بمهمة الفصل و التوصيل “On & Off” كالترانزستور ، و لكنه يتميز عنه بالكثير من المميزات. على سبيل المثال لا الحصر : يحتوي النورون على محطة توليد كهربائية صغيرة مسئولة عن توليد النبضات الكهربية التي يتم ارسالها إلى جميع أجزاء الجسم ، و بمقارنة الحجم نجد أن حجم النورون …… ؟؟؟
لا ليس أكبر ، بل إنه أصغر حجما ً من الترانزستور بحوالي 10000 مرة. و بالاضافة لكل هذا فإن النورون يمكنه التواصل مع باقي النورونات المحيطة به لترجمة كل ما يسمعه و يدور حوله و يترجم كل هذا إلى معاني ، و بذلك يمكنه أن يقوم بالفعل ، و رد الفعل ، و الفهم و الادراك و الابداع و …. إلخ من الوظائف التي لا يمكن لترانزستور أو حتى حاسب آلي كامل أن يقوم بها منفردا ً.
مما سبق يمكننا القول بأن المخ البشري هو عبارة عن غرفة تحكم مركزية تحتوي على 14000 مليون موظف على حاسبات آلية ، يعملون طوال الوقت ، و يتصلون ببعضهم البعض و يرسلون الأوامر إلى باقي أجزاء الجسم.
يحتوي أيضا المخ البشري على معمل كيميائي ينتج حوالي 120 مادة كيميائية للمواقف المختلفة. مثال لذلك المريض الذي يتعرض لعملية جراحية ، هنا يقوم المخ بافراز مادة كيميائية تقلل من الاحساس بالألم. و هذه المواد يتم افرازها بصورة تلقائية و طبيعية في الكثير من المواقف و اللحظات كالاحساس بفقدان الأمل ، الحزن ، و غيرها من المشاعر و اللحظات التي نعيشها بصورة دائمة.
من الوظائف الأخرى الهامة جداً للمخ البشري هو أنه يتدخل بين الفعل و رد الفعل. هل سأل أحدنا نفسه لماذا يقوم الانسان بجذب يده تلقائيا ً عند تعرضه للشك من إبرة على سبيل المثال (عند الإصابة بها عن طريق الخطأ) في حين أن هذا لا يحدث عند تعرض نفس الشخص لأخذ حقنة علاجية. ذلك لأن المخ هنا يتدخل بين الفعل – و هو الاحساس بشك الحقنة- ، و رد الفعل – و هو سحب اليد – حيث يعطي إشارة للجسم بأن : “انتظر ، لابد أن تأخذ هذه الحقنة حتى تشفى تماماً فهي ليست إصابة إبرة بلا هدف” ، و حينها يستجيب الجسم و يتحمل الألم بمساعدة المواد الكيميائية المذكورة آنفا ، و غيرها و غيرها من المواقف ، و هذا بالطبع لا تتمتع به الحيوانات و باقي الكائنات التي تسعى لاشباع الغرائز و الحاجات دون تفكير.
أخيراً و ليس آخراً ، يحتوي المخ البشري على العديد من الطاقات الغير محدودة ، و التي لم يستطع العلم تفسيرها حتى الآن ؛ مثل إحساس الأم بابنها إذا أصابه مكروه ، و إحساسها بالألم في نفس المكان من الجسم الذي تعرض ابنها للاصابة به ، و في نفس اللحظة.
كل هذا هو جزء بسيط من القوى التي يمتلكها المخ البشري ، وبالتالي يمتلكها كل منا. إذا ً لابد هنا أن نفكر بأن الله – سبحانه و تعالى – لم يخلقنا بكل هذه الطاقات فقط لنتنفس ، أو نأكل ، أو نشرب ، و لكن من يملك مثل هذه الهبة الإلهية بكل هذه الطاقات فلابد له من أن يكون مبدعا ً و عبقريا ً ، كلا ً في مكانه ، و كلا ً في مجاله. علينا أن نعرف و نؤمن بكل هذه الطاقات التي نمتلكها و نبذل قصارى جهدنا حتى نستغلها الاستغلال الأمثل.
ابدأ من الآن ، اتخذ خطواتك الأولى نحو النجاح ، لديك كل ما تحتاجه فالآن أنت لا تحتاج سوى الإرادة. حدد أهدافك ، ابدأ بالعمل عليها ، و ردد دائما ً : “نعم ، أستطيع”.
__________________________________________________________
المصدر: 1, 2, 3,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق